علم التاريخ نشاتة وتطوره

موضوع: علم التاريخ نشاتة وتطوره 2010-10-13, 14:10

[size=16][size=16]
بسم الله الرحمن الرحيم

عرض وتلخيص كتاب / الدكتور : شوقي الجمل ، بعنوان : علم التاريخ نشأته و تطوره و وضعه بين العلوم الأخرى .

ركز الكاتب في كتابه على موضوعين أولهما نشأة علم التاريخ ودور العرب في هذا العلم وموضع علم التاريخ بين العلوم المختلفة أماالموضوع الثاني فيتعلق بالمنهج الذي يجب ان يلتزم به الباحث .

بدأ المؤلف في الجزء الاول من كتابه علم التاريخ ونشأته وتطوره ووضعه بين العلوم الأخرى وانقسم هذا الجزء الى عدة فصول :

الفصل الاول عن علم التاريخ ونشأته :

وعرف المؤلف التاريخ بانه التوقيت اي تحديد زمن الأحداث ثم استعرض نشأة التاريخ في صورة قصصية ودور التوراة في تدوين الاحداث ثم تطرق الى اهتمام الانسان بالتاريخ منذ فجر الخليقة ووضح اهمية الدين في تكييف حياة الانسان ونظرته الى الحياة وكانت اقدم المحاولات لتدوين التاريخ هي التي قام بها الكاهن المصري مانيتون ثم الكاهن البابلي بيروسوس ثم حذا كل من الاشوريين والعبرانيين والاغريق في كتابة التاريخ ومن هؤلاء المؤرخين الاغريق هيكتوس وهيرودوت وثوكوديريس وتميزت كتاباتهم بالبعد عن الخرافات وجاء الرومان امثال بوليبوس الاغريقي ويوليوس قيصر ثم ليفي وتاسييت وكان اهتمامهم بكتابة تاريخهم لتوضيح عظمة روما في الازمنة الاولى وعند الاعتراف يالديانه المسيحية اصبح التاريخ في يد القساوسة والرهبان ونظروا الى ان الاحداث نتيجة تصرف الانسان لكنها ارادة الله .

وفي العصور الوسطى بدأ التاريخ في التدقيق وسار على تدوين الاحداث المعاصرة، اما في عصر النهضة اتسمت كتابة التاريخ بروح النقد والتحليل والتمحيص وكان على رأسهم لورانزوفالا ونيكولا مكيافيلي وعند حدوث حركة الاصلاح الديني التي بدأها مارتن لوثر اصبح التاريخ له قيمة خاصة عند ظهور الصراع بين الاصلاحيين والكاثوليكيين فأخذ التاريخ يهدف الى الوصول للحقيقة وحاول كل من الطرفين ان يدعم حقه من خلال المادة التاريخية من منشورات ووثائق وفي فترة الاكتشافات الجغرافية بدأ المؤرخون يتناولون عادات وادب وعقائد الشعوب الجديدة حتى جاء القرن الثامن عشر بحركته العلمية والفلسفية وظهرت حركة الاستنارة لتبادل وجهات النظر فأصبح كل فريق يعمل بنشر ابحاثه مما ادى الى ظهور الاكاديميات والمكتبات العامة والمتاحف ، وبما ان التاريخ اصبح في يد مجموعة من الفلاسفة فنتج عنها ظهور المدرسة التاريخية الالمانية التي تعتمد على النقد والتحليل حتى جاء القرن التاسع عشر واصبح التاريخ بعيدا عن السرد بل تميزت بجمع المصادر التاريخية ونشرها وتكونت عدة جمعيات لتوثيق المواد العلمية وتبويبها وتقسيمها ومن امثال هذه الجمعيات جمعية دراسة التاريخ الالماني وجمعية تاريخ فرنسا ولجنة المخطوطات التاريخية في بريطانيا وازدادت المادة العلمية ولم تستطع الجمعيات من متابعة هذه الضخامة فظهرت تخصصات دقيقة مثل تخصص في التاريخ الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي .

اما الفصل الثاني فتطرق الكاتب الى موضوع التاريخ عند العرب :

وكان العرب قبل الاسلام يؤرخون بالاحداث العظيمة والوقائع المشهورة كعام الفيل وبناء الكعبة ، حتى جاء الخليفة عمر بن الخطاب وأمر بأن تتخذ الهجرة النبوية بداية للتاريخ العربي .

اما بالنسبة لتاريخ العرب قبل الاسلام فلا يوجد الا بعض النقوش المدونة على المباني القديمة وكذلك الشعر الذي يتفاخرون من خلاله على أنسابهم ويتذكرون ايامهم ولما جاء الاسلام اصبحت هناك حاجة ملحة لتدوين التاريخ وذلك لعدة اسباب :
1. السيرة والمغازي.
2. رغبة المسلمين في فهم ماجاء في القران والسنة من قصص اليهود والانبياء السابقين .
3. رغبة الخلفاء في الاطلاع على سياسة الملوك ليعرفوا كيف يسيّسون شعوبهم
4. لتقدير الجزية والخراج فكان الولاة يريدون معرفة أحوال الأقطار عن طريق مؤرخي هذه البلدان .
5. بسبب نظام العطاء والجند ، فقد كانت تصرف المرتبات حسب الأنساب والأسبقية في الاسلام فظهرت كتب الطبقات .
6. احتكاك العرب بشعوب لها حضارات أيضا .
7. ازدهار حركة الترجمة والتأليف بتشجيع من الخلفاء.
8. بسبب حوادث الخلاف بين المسلمين .

وبهذا استطاعت ان تتطور كتاية التاريخ عند العرب من قصص وأساطير الى مؤرخو سيرة وغزوات وفي القرن الثالث الهجري توفرت المصادر الأصلية في دواوين الدولة العباسية وتأثرت الكتابة التاريخية بالفرقة السياسية التي حدثت للدولة العباسية ونشوء دويلات مستقلة حتى جاءت الحملات الصليبية وغزوات التتار فأصبح المؤرخون العرب يتناولون التعليل والتحليل .

وذكر الكاتب في هذا الفصل مدارس الحركة التاريخية عند المسلمين مثل المدرسة اليمنية التي تعتبر استمرار للتيار الجاهلي ومن روادها وهب بن منبه فقد كانت هذه المدرسة تعتمد على الروايات اليمنية في طابع اسطوري ، اما المدرسة الثانية هي الدرسة في المدينة ومكة وهي مدرسة كتّاب السيرة والمغازي واعتمدوا عل ما كان دائرا بين العرب من اخبار الجاهليلة واحاديث رواها الصحابة ومن ابرز هؤلاء عروة بن الزبير الذي تعرض في كتاباته لفترة الخلفاء الراشدين ، وكان يتميز بالصراحة والبساطة وهناك المدرسة العراقية في الكوفة والبصرة وبغداد وكانت المدارس العراقية تتعصب لنفسها على الحجاز ، ويعتبر الاخباريون هم المؤرخون الأوائل في العراق وكان لهم دور في تطوير التاريخ بالعراق وكانا يعتمدون على الوثائق الرسمية واخبار الساعة ، وهناك مدرسة التاريخ في مصر والشام وكان اول اساتذتها من الصحابة الذين رحلوا الى هذه الاقطار ، ويعتبر عبدالله بن عمرو بن العاص مؤسس مدرسة التاريخ الاسلامي بمصر اما الشام فنزل بها الصحابة وحدثوا عن رسول الله ومن اشهر علماء ومؤرخي الشام هو الامام الأوزاعي وله كتاب في شرح النظام الحربي للمسلمين.

اما الفصل الثالث فقد تطرق الكاتب الى التاريخ بين العلوم الاخرى :

وحاول ان بثبت ماكن يدرور في ذهن بعض العلماء من رأي خاطئ بأن التاريخ ليس بعلم لأنه لايمكن استخلاص قوانين علمية يقينية ثابتة كما في علم الكيمياء والبعض يرى التاريخ على انه فن والبعض يراه انشاء أدبي لكن الكاتب يؤكد بأن التاريخ علم من خلال عرض آراء بعض المفكرين أمثال كونت و هرنشو وان علم التاريخ قد تطور واصبح علم نقد وتحليل يتبع تطور المجتمع ويهدف للوصول الى الحقيقة من خلال حكم قائم على النقد واستعرض الدكتور شوقي الفائدة من دراسة التاريخ زذكر بأنها تنشط الفكر وتزيد الانسان الفضائل وترفع من مستوى الأخلاق والتاريخ عبارة عن استاذ يزودنا بنصائح تفيد السلوك لتقويمها.

اما الفصل الرابع فقد استعرض الكاتب عن العلوم الوثيقة بعلم التاريخ :

مثل علم الجغرافيا ودوره في بيان مناخ المنطقة وطبيعتها الجغرافية من أنهار وجبال وتأثير هذه الطبيعة على نشاط الانسان واخلاقه وطبائعه وعلم الاقتصاد ومعرفة مدى استغلال لما تقدمه البيئة من امكانيات كما لعلم الاثار صلة بالتاريخ ولها قيمة خاصة اذ تلقي الضوء على الانسان الاول وعاداته وتقاليده وهناك علم المسكوكات التي لا يستغني عنها الباحث وايضا علم الوثائق التي تعتبر المصدر الاصلي للباحث.

و تطرق الكاتب في الفصل الخامس الى موضوع الصفات الواجب توافرها في المؤرخ :

مثل الجلد والصبر فهو يحتاج للسعي وراء المعرفة وبذل الجهد في توفير المصادر ويجب أن يتصف المؤرخ بالدقة والأمانة في عرض وجهات النظر ويتصف بالنزاهة التامة والمؤرخ مطالب باليقظة والتحليل الجيد للوثائق والقدرة على التفسير والوصف والربط بين الأحداث المتعددة ويفسر الأحداث كما كانت في زمنها ولابد أن يتقبل آراء الآخرين ويحسن تنظيم المعلومات وتصنيفها ويعرض أفكاره بأسلوب علمي سهل وعبارات واضحة. [/size]

[/size]

مجهود رائع دكتور هاوس
تقبل مروري

شكراااااااااااااااااااااااا

مشكور هاوس علي هذا الموضوع الرائع والمجهود الطيب