الحلم المكسور

على شاطئ البحر .. فى ورقة بيضاء و بقلم رصاص أمسكه بيدي كأننى أحتضنه بأصابعى كلها، أريده أن يشعر بدفئ عندما أرسم .. رسمت البحر لأنه روح تقتحمني فتطهرنى من عبء الحياة كلها ...و نقشت عشباً أخضر منتعش بنسيم ناعم به برودة الهواء المدهش و أشعة شمسية ملتهبة بدفء شمس الشتاء المبهرة ...فيجعلنى ابتسم لهواء يطرد عوادم الألم من صدرى ... وبخطوط متقطعة سريعه ظللت مكان كوخ صغير دون تفاصيل وسط العشب وأمام البحر ... رسمت باب ونقشت عليه حروف أسماء أحبها ... وشباك كبير على حرفه أحواض ياسمين وفل .. كيّ يحمل نسيم البحر رائحته كل صباح لك وأنت نائم ... تذكرت .... فى جانب الورقة ... زرعت نخلتين أو شجرتين موز ... أيهما تفضل أنت؟؟ ...وبينهما نصبت لكَ سرير ممسد بأوراق الشجر الناعمة ... شدنّي الفضول لأطرق باب الكوخ ... ففتحته و دخلت .. على يمينه ... أصطنعت لك مكتبة عامرة بمفضلاتك و كرسي هزاز فى مواجهة البحر و أضاءة ليلية ناعمة وجرامفون أسطوري ينبعث منه موسيقاك المفضلة ...على يسار الباب ... طاولة صغيرة وكرسيان وطقم الشاى المفضل لديّ ....وأوراقى وأقلامى وخيوطي ....بجوارهما كرسي دافئ جلبته أنت ليّ فى يومنا المقدس ... بسلم صغير فى نهاية الكوخ ، أرسم درجاته الخشبية التى تنبعث منها رائحة خشب الصندل الناعمة ... أصعد بخطوات صغيرة .... أجد مملكتنا الخاصة .... مقعدنا التركى الوثير الذى يشبه السرير .... أرسم تقسيمات زجاج حائط البحر ... ثم أقرر أن أزيله ... فيجب أن يكون البحر فى مواجهتنا دون حواجز ...الأرض ممتلئة بشموع ملونة و بخور هندي يملأ الحجرة و وسائد مخملية متناثرة حولنا .... هكذا أنتهيت من رسم حلمي ..وأكتشفت أننّى محوته بأحتضان قلمي ... فشردت وندهتني الأمواج