الظاهرة الصحية اختلاف في الرأي أم في الرؤية
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عبارة ان الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية وانها دليل علي حرية الرأي وأن المجتمع يتقبل الرأي الآخر فينضج الموضوع محل النقاش بكثرة الآراء حتى يصل الجميع إلى الطريقة المثلى لتطبيق الفكرة من أجل إنجاح الموضوع المطروح للنقاش .. هذا ما نفهمه من العبارة ..
ولكن الرؤية تختلف عن هذا المعنى , أي أن الاختلاف بين الرأي والرؤية , إن الرأي يعني تقبل الموضوع والنقاش يدور حول كيفية التطبيق , ولكن الرؤية هي اختيار الموضوع أولا وقد يظهر الاختلاف حوله ثم مناقشة تطبيقه . . فلو نظرنا إلى الحوار الدائر الآن في ليبيا حول طريقة الحكم في المستقبل ونحن جميعا ندعوا إلى حكومة تلم شمل الليبيين وتوحد صفوف السياسيين وغير السياسيين في جميع المناطق وإقامة دولة تحترم حقوق الجميع في إطار وحدة الوطن حيث لا يقبل تقسيمه إلى حدود إدارية ولا التفريق بين قبائله ... عند مناقشة هذا السياق تظهر مجموعة من الناس تنادي برؤية تتمثل في حزب له حدود إدارية علي قطعة من البلاد ويسمون ذلك بالحكم الفدرالي أي نظام الولايات , وهذا نظام لا يحقق الهدف الأسمى وهو وحدة الوطن وكما انه يفرق بين المواطنين علي أساس الحدود الإدارية والتي تصبح حدود سياسية ... والكبار منا يعرفون هذا النظام في الخمسينيات وبداية الستينيات حيث كانت الحدود بين الولايات كالحدود بين الدول ولا يحق لرعايا هذه الولاية دخول الولايات الأخرى إلا بإذن كالتأشيرة مثلا ... فمثل هذا التوجه لا يعتبر رأي بل رؤية جديدة مخالفة للموضوع المطروح .... واصحاب هذه الرؤية قد بدأوا في التطبيق فعلا بدليل إنشاء حزب علي هذا الأساس ... وهذا لا يخدم مصلحة الوطن ولا يوافق تضحيات الثوار كما لم تنبغ فكرته من داخل ليبيا وإنما جاءت مع الوافدين من الخارج بعد تحرير التراب الليبي ..
فهذه الفكرة هدمت موضوع الوحدة المطروح ودخلت برؤية جديدة تشم منها رائحة المصالح الشخصية التي غلبت المصلحة الوطنية..
فهل من رأي في ذلك
دمتم ودامت ليبيا حرة أبية