أمل والم .. شلل مؤقت

في ذالك اليوم سمعت خبرا جعلني لا ادرك شيئا جعلني صامتا لاول مرة في حياتي ولا اعلم الى ان وجدته

ملقى على ذالك السرير في تلك الغرفة الباردة مغطى بذالك الرداء الابيض انتابني حزن عميق لم استطع تمالك نفسي

ولم ارد ان ابكي امام الحشود التي جاءت تطمئن على حاله هذا صديقه هذا جاره هذه قبيلته اولائك زملائه

بخطوات هادئة خرجت الى مكان لا يراني فيه بشر ( التواليت ) بكيت وبكيت وبكيت وتشجعت ورجعت للحشود المحتشدة

لم استطع العودة للمنزل انه واجبي ان ابقى معه وربما اكون انا سبب تلك المحنة بطريقة او باخرى

قبحت تلك السيارة سيارتي اقصد التي كانت سيارتي او الاحرى سيارتي ليوم واحد فقط او الاحرى عثرتي

ظللت واقفا امام تلك الحجرة الموصوفة بانها العناية ومن حين الى اخر ادخل لاراه ولم ارى اي عناية بل هي استديو تبادل الانغام

والصور وتلك الهمسات برسائل عشاقهن وزيهن الابيض

رجعت الي البيت بعد تلاثة ايام وكلي صمت وعلامات استفهام تطاير من اخوتي ماذا حدث

وانا كلي صمت واذ به اخي يعلمهم الخبر صديقي طريح فراش العناية وكم حزنو عليه

كيف لا وهو صديق الطفولة ومثابة اخ لهم بل واخ لهم قيلت تلك الدعوات له

و استعجاب يحيط بالمكان لم يتخيلو يوما اني اصمت بحزن يعرفونني ذالك الاخ المازح الثرثار

الذي لا يحزن ولا يسكت ولا يكف عن الضحك ويمازح هذا ويتثاقل على ذالك ويعطف على هذا ويستفز ذالك

ويراقب هذا ويثق في ذالك يعطي هذا وياخذ من ذاك يزمجر علي هذا ويبتسم لذاك

سمعت تلك الادعية الله لا تطفي شمعتك ياخوي الله لا يطفيلك قنديل يا وخيي الله لا يحرمنا ضحكتك ياوخيي

وتكاثرت الادعية اخت من هنا و اخ من هناك ام من هنا واب من هناك زوجة اخ من هنا و زوج اخت من هناك

هم يعلمو تماما ان صديقي هذا رب اخ لم تلده امك ومرت الايام على هذا المنوال


اسبوعا مر في تلك الغرفة

ولعل غلطتي الكبرى هي انقطاعي عن الصلاة في تلك الفترة

اخرجوه من غرفة العناية ونقل الي القسم

الخاص بجراحة المخ والاعصاب وقليلا حتى سمعت انين ذالك الرجل تسالت من هو ذالك قالو انه فلسيطني من سكان بنغازي

قالو وحده في الغرفة لا ادري ما الذي جلعني اذهب اليه ذهبت وتسالت عن حاله واذ به وحيدا في طرابلس وزوجته تزوره

ورزقه الله بالبنات فقط لذالك لا يوجد من يعوله اما تلك الصورة قنينة تحته ل.....................

والغرفة باردة و وحيدة ولا يستطيع الحراك لم استطع الا ان اجلس معه واُلبي له ما استطيع وامزح معه علي اخفف عنه

وصرت اعمل على المحورين هنا وهناك تناقلت بين الحجرتين

ومر شهر وحان الوداع و ودعته مجهزا تلك الحقيبة الى تلك الدولة للعلاج وفاض الدمع منه ومن زوجته

استمتعت بوجودي في ذالك المكان تحدثت مع اناس جدد وازدادت معرفتي بهم وساعدت قدر امكانياتي المحدودة

سافرنا لتلك الدولة وتم العلاج وعدت الى بيتي واخرجت هاتفي لاتصل بذالك الرجل واذ به توفاه الاجل

ومرت ايام قليلة

كنت ساهرا اتعلم تلك اللغة المعقدة

اسمع اذان صلاة الفجر واذ بي قفزت على ساق لاذهب الى المسجد

وقرأت نصف سورة البقرة و سمعت المؤذن يؤذن باقامة الصلاة تتاقلت خطواتي

قلت ان ( رجلي رقدت ) شرعنا في الصلاة واذ بوخز حاااد في صدري وألم ابسطه واقول مروع في ركبتي

لم اعرهما اي اهتمام اكملت صلاتي وعدت الى مكاني لاكمل قراءة سورة البقرة اكملتها واذ بي ابدأ في سورة ال عمران

قرأت القليل منها ومازال ذالك الالم المروع يصاحبني وقفت وتحركت قليلا وحركت قدماي وخرجت من المسجد

وانا اغلق باب المسجد اجد نفسي واقفا لا استطيع الحراك و لاارى سوى ضباب ابيض لم استطع الحراك

مرت ما يقارب خمسة عشر دقيقة على هذا الحال وقررت الا اقف ان امشي وكل خطوة تؤلمني

حتى ان تباعدت عن المسجد واذ بي عدت كما كنت وتكررت الحادثة في الصلاة التي تليها والتي تليها

وذالك الوخز والام والرقبة والركبة والكتف عند سماع القران ولكن لم اكف عن السماع بل ازددت عن ما قبل

وذالك الشلل المؤقت يصاحبني عقب كل صلاة مؤلم هو لكني تجاهلت الامر تماما وكما قيل ان صغرته يصغر ان كبرته يكبر

وفي ذالك اليوم وانا اعبر الشارع سمعت اذان الصلاة واذ بي توقفت ولم استطع الحراك وسيارة مسرعة من هنا وسائق يلعن هناك

وسائق يصيح وسائق طوووووووووط الى ان انتهى الامر بعد دقائق

ذهبت الى من سموا انفسهم شيوخ ولا ارى فيهم الا نصابين هذا يطلب اربعين عشبة من اربعين وادي وذالك يطلب

بوضع ما يسمى الحصن الحصين الذي عند تفتيشي له وجدت بعض الخرابيش التي لم افهم منها الا انها من اعمال السحرة

وذالك يقول اشرب اتنين لتر من الحليب والزيت دفعة واحدة وذالك يقول ان فاعل ذالك الامر شخص هذه مواصفاته

مللت كذبهم فتنة يفرقون بين الاهل باكاذيب ملفقة وتهت بينهم ومللتهم ومللت اكاذيبهم وخرافاتهم

وتنقلت من مكان الى اخر هربا من واقع وطالبا لنافع وداعيا للشافع

وهنا على خشبة ذالك المسرح اقوم بتجربة اداء القاء خطبة سياسية وما انتهيت منها وباشرت بالنزول

واذ بي مرة اخرى اسمع الاذان واذ بي توقفت في مكاني ولم استطع الحراك وتلك تضحك من هناك وهذا يبتسم من هنا وذالك

مستعجب من هناك وانتظرت حتى انتهى الاذان ما بي الا ان اعود للمايكروفون واقول تذكرت شيئا ولكن في الطريق نسيته

فكانت طرفة جميلة لهم وتداركت الموقف بها

ليس كل من يضحك سعيد وليس كل سعيد يضحك وليس كل حزين يبكي وليس كل من يبكي حزين

وهنا ما كانت الا بداية البداية لرحلة أمل والم


*****ليس كل من يضحك سعيد وليس كل سعيد يضحك وليس كل حزين يبكي وليس كل من يبكي حزين

وهنا ما كانت الا بداية البداية لرحلة أمل والم